خوارزميات الذكاء الاصطناعي- خطر على الوعي وسلوك المستخدم
المؤلف: أحمد الجميعة09.01.2025

بإيجاز، الخوارزميات هي عبارة عن سلسلة من التعليمات والأوامر التي يوجهها الخبراء والمتخصصون إلى أجهزة الحواسيب، ومحركات البحث، ومنصات التواصل الاجتماعي؛ وذلك بهدف انتقاء المحتوى الذي يظهر للمستخدم على شاشته بناءً على تحليل دقيق لخياراته السابقة، وأنماط المحتوى التي أثارت اهتمامه، أو استهلكها بكثرة، أو تفاعل معها بالنقر عليها أثناء تصفحه للإنترنت. تعمل خوارزميات الذكاء الاصطناعي من خلال برمجيات معقدة للتلقين الآلي، وهي تسعى جاهدة لإبقاء المستخدم أطول فترة ممكنة على هذه المنصات، خاصة في ظل التنافس الشديد والشرس بين هذه المنصات لجذب أكبر عدد ممكن من المتابعين والمستخدمين.
في البداية، كان الهدف من تطوير الخوارزميات هدفاً نبيلاً وهو فهم سلوك المستخدم، وتحديد تفضيلاته ورغباته الدقيقة، ثم استخدام هذه المعرفة في أغراض تسويقية بحتة، وأيضًا في قياس وتقييم الأثر الناتج عن الحملات الإعلامية المختلفة. ولكن مع مرور الوقت، اتضح بجلاء أن الهدف أبعد وأعمق من ذلك بكثير؛ فهي ببساطة محاولة حثيثة لفرض النفوذ والسيطرة الكاملة على المستخدم، وذلك من خلال تحكم الخوارزميات بشكل كامل في كمية ونوعية المحتوى الذي يستهلكه المستخدم (سواء كان ذلك المحتوى عبارة عن بحث، أو إنتاج، أو نشر)، بالإضافة إلى التحكم في الجمهور المتلقي لهذا المحتوى. والأمر الأكثر خطورة هو عندما يصل هذا التحكم إلى عزل الجمهور تمامًا عن الواقع الحقيقي، وذلك فيما يُعرف بـ "غرف الصدى" سيئة السمعة، حيث يصبح المستخدم منعزلاً تمامًا عن أي محتويات أو آراء مخالفة لرأيه أو تفضيلاته الشخصية.
اليوم، أصبحت الخوارزميات هي المحرك الرئيسي لانتشار الأخبار الكاذبة بسرعة فائقة، والعائق الأكبر أمام القدرة على تصحيحها أو دحضها، مما يؤدي بشكل سافر إلى انحياز واضح لوجهة نظر واحدة غير دقيقة ومضللة. بالإضافة إلى ذلك، هناك تحدٍ آخر يتمثل في مسؤولية الخوارزميات عن توزيع واستهلاك الأخبار، وذلك بسبب تحكمها الكامل فيما يصل إلى المستخدم وما لا يصل إليه. وبالتالي، فقد سلبت هذه الخوارزميات السلطة والصلاحيات من المؤسسات الإعلامية العريقة، ومنحتها لمجموعة صغيرة ومحدودة من المبرمجين الذين يعملون في مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، مما زاد الأمر تعقيدًا وتشابكًا مع تحول الجمهور إلى هذه الحسابات التي تقع تحت "سلطة الخوارزميات" المطلقة، والتي تحدد للمستخدم ما تعتبره مناسبًا ومفيدًا له.
الواقع الحالي يشير بوضوح إلى أن "أيديولوجية الخوارزميات" تمثل خطرًا جسيمًا على وعي وسلوك المستخدم، وذلك من خلال "غرفة الصدى" المشؤومة التي يتواجد فيها، والتي تحجب عنه الحقائق والمعلومات الصحيحة، وتخفي عنه الأولويات والاهتمامات الحقيقية، وتجعله يرى ما يتم عرضه عليه وكأنه الواقع الذي يجب تصديقه والإيمان به بشكل قاطع، بل والمشاركة فيه والترويج له. وهذا يقودنا بشكل مباشر إلى ضرورة معرفة المؤشرات والعلامات التي من خلالها يمكننا التعرف على مدى تواجد المستخدم في غرفة الصدى التي وضعتنا فيها هذه الخوارزميات المتلاعبة، وأول هذه المؤشرات هو التأكد مما إذا كانت المحتويات المعروضة تعبر عن وجهة نظر واحدة أم لا؟، وهل هذه الوجهة مدعومة بالإشاعات والأخبار غير الدقيقة والمضللة؟، وهل يتم تجاهل الحقائق الموضوعية التي تتعارض مع وجهة النظر تلك بشكل متعمد؟، وأي إجابة بنعم من المستخدم عن هذه المؤشرات تعني وجوده الفعلي في غرفة الصدى التي تحاول ممارسة محتوى الاستقطاب عليه، وربما الاستلاب الفكري الكامل له، وهو ما يتطلب وعيًا وإدراكًا غير مسبوقين للخروج من "غرفة الصدى المظلمة"، والبحث عن الحقائق والمعلومات من مصادرها الموثوقة، والانسجام مع المواقف الرسمية في التعاطي مع هذه المحتويات للحد من تأثيراتها السلبية على الفكر والسلوك.
في البداية، كان الهدف من تطوير الخوارزميات هدفاً نبيلاً وهو فهم سلوك المستخدم، وتحديد تفضيلاته ورغباته الدقيقة، ثم استخدام هذه المعرفة في أغراض تسويقية بحتة، وأيضًا في قياس وتقييم الأثر الناتج عن الحملات الإعلامية المختلفة. ولكن مع مرور الوقت، اتضح بجلاء أن الهدف أبعد وأعمق من ذلك بكثير؛ فهي ببساطة محاولة حثيثة لفرض النفوذ والسيطرة الكاملة على المستخدم، وذلك من خلال تحكم الخوارزميات بشكل كامل في كمية ونوعية المحتوى الذي يستهلكه المستخدم (سواء كان ذلك المحتوى عبارة عن بحث، أو إنتاج، أو نشر)، بالإضافة إلى التحكم في الجمهور المتلقي لهذا المحتوى. والأمر الأكثر خطورة هو عندما يصل هذا التحكم إلى عزل الجمهور تمامًا عن الواقع الحقيقي، وذلك فيما يُعرف بـ "غرف الصدى" سيئة السمعة، حيث يصبح المستخدم منعزلاً تمامًا عن أي محتويات أو آراء مخالفة لرأيه أو تفضيلاته الشخصية.
اليوم، أصبحت الخوارزميات هي المحرك الرئيسي لانتشار الأخبار الكاذبة بسرعة فائقة، والعائق الأكبر أمام القدرة على تصحيحها أو دحضها، مما يؤدي بشكل سافر إلى انحياز واضح لوجهة نظر واحدة غير دقيقة ومضللة. بالإضافة إلى ذلك، هناك تحدٍ آخر يتمثل في مسؤولية الخوارزميات عن توزيع واستهلاك الأخبار، وذلك بسبب تحكمها الكامل فيما يصل إلى المستخدم وما لا يصل إليه. وبالتالي، فقد سلبت هذه الخوارزميات السلطة والصلاحيات من المؤسسات الإعلامية العريقة، ومنحتها لمجموعة صغيرة ومحدودة من المبرمجين الذين يعملون في مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، مما زاد الأمر تعقيدًا وتشابكًا مع تحول الجمهور إلى هذه الحسابات التي تقع تحت "سلطة الخوارزميات" المطلقة، والتي تحدد للمستخدم ما تعتبره مناسبًا ومفيدًا له.
الواقع الحالي يشير بوضوح إلى أن "أيديولوجية الخوارزميات" تمثل خطرًا جسيمًا على وعي وسلوك المستخدم، وذلك من خلال "غرفة الصدى" المشؤومة التي يتواجد فيها، والتي تحجب عنه الحقائق والمعلومات الصحيحة، وتخفي عنه الأولويات والاهتمامات الحقيقية، وتجعله يرى ما يتم عرضه عليه وكأنه الواقع الذي يجب تصديقه والإيمان به بشكل قاطع، بل والمشاركة فيه والترويج له. وهذا يقودنا بشكل مباشر إلى ضرورة معرفة المؤشرات والعلامات التي من خلالها يمكننا التعرف على مدى تواجد المستخدم في غرفة الصدى التي وضعتنا فيها هذه الخوارزميات المتلاعبة، وأول هذه المؤشرات هو التأكد مما إذا كانت المحتويات المعروضة تعبر عن وجهة نظر واحدة أم لا؟، وهل هذه الوجهة مدعومة بالإشاعات والأخبار غير الدقيقة والمضللة؟، وهل يتم تجاهل الحقائق الموضوعية التي تتعارض مع وجهة النظر تلك بشكل متعمد؟، وأي إجابة بنعم من المستخدم عن هذه المؤشرات تعني وجوده الفعلي في غرفة الصدى التي تحاول ممارسة محتوى الاستقطاب عليه، وربما الاستلاب الفكري الكامل له، وهو ما يتطلب وعيًا وإدراكًا غير مسبوقين للخروج من "غرفة الصدى المظلمة"، والبحث عن الحقائق والمعلومات من مصادرها الموثوقة، والانسجام مع المواقف الرسمية في التعاطي مع هذه المحتويات للحد من تأثيراتها السلبية على الفكر والسلوك.